المتحدثة باسم مبادرة نون: يجب أن تكون فعاليات 15 شباط حاضرة في كل الأيام

أكدت الناطقة باسم مبادرة نون لحرية أوجلان سوسن شومان، أن النساء ترى العزلة المفروضة انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، وأن النقاط السبعة التي جاءت في رسالة القائد عبد الله أوجلان الأخيرة تشير إلى نموذج من شأنه أن يعزز التضامن بين الشعوب.

مالفا محمد

مركز الأخبار ـ تعرض القائد عبد الله أوجلان قبل أكثر من عقدين لمؤامرة الدولية شاركت فيها الأنظمة الرأسمالية لتسلمه فيما بعد للدولة التركية التي تحتجزه في جزيرة إمرالي المعزولة عن العالم.

شهد التاريخ العديد من المؤامرات ضد الحركات والشخصيات التحررية لكن المؤامرة التي حيكت ضد القائد عبد الله أوجلان فريدة من نوعها كون مصالح 33 دولة تقاطعت ضده على اختلاف مشاربها رأسمالية واشتراكية وقومية، وعن ذلك تقول المحامية اللبنانية والناطقة باسم مبادرة "نون لحرية أوجلان" سوسن شومان "إن القائد عبد الله أوجلان بما يشكله من رمزية لا يعد قائد كردي فحسب، بل هو قائد وفيلسوف أممي أطلق العديد من النظريات والمبادرات والفلسفات القائمة على العدالة الاجتماعية ولا يقل أهمية عن علماء الاجتماع الذين نادوا بإرساء قواعد اجتماعية عادلة".

وأضافت "بالتالي نظريات القائد أوجلان كانت محط اهتمام وأنظار العديد من الدول التي تختل مصالحها عند انتشار هكذا نظريات بين أفراد المجتمع خاصة في الشرق الأوسط التي تحيط بيئتها بؤرة من الاحتلال والجهل، بالتالي عندما يكون هناك هكذا فيلسوف صاحب نظريات تدعو إلى العدالة الاجتماعية إلى الاعتراف بالهويات المختلفة وعدم طمسها والتواجد والتعايش مع الآخر بطريقة تحترم حقوق وحريات المعتقدات، لذا فإنه من الطبيعي أن تلقى هذه الدول التي تتغذى على الجهل وإثارة الطائفية، في هذه النظرية الخلاص لمنطقة الشرق الأوسط التي تعاني أزمات متعددة، أي أنها ليست من مصلحة تلك الدول انتشار فكر وفلسفة شخص يدعو لحرية الشعوب".

ولفتت إلى أن المؤامرة كانت برعاية تركيا واستخباراتها التي توجهت نحو كينيا لاعتقال القائد عبد الله أوجلان، ولكن كانت بقيادة العديد من الدول الرأسمالية والإمبريالية المسيطرة على العالم، التي حاولت بشتى الوسائل سواء الفكرية أو الاقتصادية أو السياسية أن تحارب المشروع الذي طرحه القائد أوجلان "الفلسفة التي طرحت لا تتعلق بالقضية الكردية فحسب بل هي فلسفة أممية لحل مشاكل الشرق الأوسط، لذا تجمعت مصالح جميع الدول حول طمس هذه الفلسفة والقضاء عليها".

وأشارت إلى أن القائد أوجلان الذي يقبع في سجن إمرالي المحكوم بالقوانين العسكرية، والمفتقر لأدنى شروط الاعتقال والاحتجاز التي نصت عليها المعاهدات والاتفاقيات الدولية المعنية بالمعتقلين، إلا أن هذه الممارسات المرتكبة بحقه لم تنجح بتحجيم أفكاره وفلسفته خاصة تلك المتعلقة بحرية المرأة، حيث أصبح منبع الإلهام للكثير من المفكرين والسياسيين وهو خلف قضبان "سجن إمرالي عبارة عن جزيرة تتبع للدولة التركية، إلا أنه لا يخضع لقانون العقوبات التركي، بل يخضع لقانون خاص، أي أن ما يحق للسجناء القابعين في السجون داخل تركيا لا يحق للسجين في إمرالي، كحق الأمل الصادر عن المحكمة الأوروبية، وهو حق يحصل عليه السجناء السياسيين المحكوم عليهم بالمؤبد، لكي لا يفقدوا الأمل بالخروج من المعتقل يوماً ما بناءً على شروط معينة أو إجراءات قضائية، وهو ما لا تعترف به تركيا في إمرالي".

ولفتت إلى أن "ما يمارس في سجن إمرالي عبارة عن عملية موت نفسي أكثر مما هي عملية موت قانوني، فالقوانين هناك تعفي القائد أوجلان من حق الأمل، كما أنه محروم من التواصل مع العالم الخارجي ومع محاميه وعائلته"، معتبرةً أن ما تمارسه تركيا الساعية لكم الأفواه، انتهاك صارخ للقوانين الدولية.

وأكدت على أنه "نحن النساء نرى العزلة المفروضة انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، فالقائد أوجلان أكد في كل نظرياته على ضرورة المساواة بين الجنسين، والتجربة العملية لتلك المبادئ كانت في إقليم شمال وشرق سوريا، فالإدارة الذاتية هناك لم تعمل على مبدأ الكوتا، بل هناك فرض لوجود المرأة أي مشاركة للنساء في كافة المجالات بنسبة 50%، وهي نسبة تفوق كل النسب المخصصة للنساء حول العالم".

وللمطالبة بتحرير المفكر والفيلسوف عبد الله أوجلان أطلقت العديد من المبادرات المحلية ومنها العالمية من بينها مبادرة نون لحرية أوجلان التي انطلقت في العاصمة اللبنانية بيروت في الرابع من حزيران/يونيو عام 2022، وهي مبادرة تشكلت على أيدي نساء من شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وعن ذلك قالت "رأينا نحن النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن نطلق هذه المبادرة كرد جميل للقائد أوجلان الذي ناصر المرأة بأفكاره وفلسفته، للضغط نحو تحريره جسدياً، بالإضافة إلى نشر فكره والوصول إلى أكبر عدد من النساء لتعريفهن بنضال القائد أوجلان، والانتهاكات التي ترتكب بحقه، وهو ما حققناه فقد انضمت العديد من النساء إلى المبادرة من أمريكا اللاتينية وكذلك الدول الأوروبية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا".

وحول كيفية تمكن مبادرة "نون لحرية أوجلان" وكذلك النساء اللواتي تعرفن على فكر وفلسفة القائد أوجلان الذي يدعو لتحريرهن، من نشر فلسفته ألا وهي فلسفة "Jin Jiyan Azadî" وجعل يوم الخامس عشر من شباط مشروع انتفاضة ونقل هذا الفكر إلى الأجيال القادمة تقول "يجب ألا يكون هناك يوم واحد للتحرك من أجل الإفراج عن القائد أوجلان، أي يجب أن يكون 15 شباط حاضراً في كل الأيام، وأن نكون نحن النساء شعلة الدفاع عن فكر القائد أوجلان".

ولفتت سوسن شومان إلى أن مبادرة نون وضعت مجموعة من الخطوات والإجراءات التي ستوصلها إلى أهدافها منها الضغط الإعلامي ونشر بيانات حول تشديد العزلة وكذلك القرارات التي تصدر عن المحكمة التركية، والتنديد بها والكشف عن مدى انتهاكها للحقوق من الناحية القانونية والإنسانية، حتى يكون بإمكان الغير ملمين بالقانون إدراك مدى الانتهاك المرتكب، كما أن المبادرة عملت من خلال الندوات بالتعريف بيوم الخامس عشر من شباط، وكذلك التعريف بفكر القائد أوجلان وما الذي يتناوله وأبرز مرتكزاته وما هي ترجمته العملية على أرض الواقع، مضيفةً "نحن لا نتحدث عن مجرد أفكار شعبوية تناولناها في كتب أو من خلال إطلاق شعارات بل هي إجراءات عملية تم ترجمتها في مجتمعات طبق عليها هذا النموذج، وأدت إلى نجاح سياسة معينة وإنصاف المرأة".

وأضافت "أكد القائد أوجلان على أن المجتمع الذي لا ينصف المرأة ولا تعتبرها الداعم الأساسي لهذا التطور لا يجب التعويل عليه، لذلك كمبادرة نون علينا الكثير من المسؤوليات كونها نسوية بحتة وهذا ما يميزنا عن المبادرات الأوربية والمصرية، وكنساء علينا مسؤولية كبيرة بما أعطاه القائد أوجلان من أهمية لدورنا بأفكاره وفلسفته، خاصة مع إنشاء وحدات حماية المرأة كأول مجتمع لديه قوى نسائية مسؤولة عن حماية المرأة والمجتمع، وهذا دليل على تعويل القائد عبد الله أوجلان على المرأة".

أما عن مدى أهمية الإصرار والمطالبات بالإفراج عن القائد عبد الله أوجلان بالنسبة للمرأة والعالم من خلال المبادرات، قالت سوسن شومان "هذه الصرخات والمبادرات التي أُطلقت من أجل الحرية الجسدية له ليست جديدة، هناك الكثير من الناس الذي تعمقوا بفكره لذلك لم يكن محصور بمكون معين أو أمة معينة، وبعد اعتقاله كتب العديد من المحاضرات والمذكرات منها مانيفيستو الحضارة الديمقراطية التي وصلت للعديد من دول العالم يترجم العزلة التي فرضتها تركيا وهي عدم انتقال هذه الفلسفة والفكر، لكن حاول من خلالها إرساء مشروع الأمة الديمقراطية في الشرق الأوسط، وكونه لم يطرح حل للقضية الكردية فقط يمكننا القول إنه لم يعد قائد لمكون معين بل أصبح أممياً حيث سعى لإيجاد حل جذري في الشرق الأوسط بمختلف أعرافه ومكوناته".

وأشارت إلى أنه "من خلال ضغط الجمعيات لمسنا دفاع مؤمن بالقضية الكردية من مختلف الدول سواء في أوروبا أو آسيا، لقد لامست هذه المبادئ والأفكار كيانهم بعمق، لذلك شكلوا مجموعات مؤلفة من محاميين ونشطاء للضغط على المنظمات العالمية منها المحكمة الأوربية ولجنة مناهضة التعذيب والتي حاولنا الحصول منها على تقارير للاطلاع على وضع القائد عبد الله أوجلان قبل اللقاء الأخير ولكن قوبل طلبنا بالرفض".

وأضافت "بدورنا سنستمر بالضغط لإيقاظ صحوة الضمير العام العالمي، والقضية منتصرة قانونياً لكن يبقى الجانب السياسي الذي يلعب دوره، فعندما كان لنا زيارة للمجلس الأوروبي والتقينا بالعديد من الكتل فيه كان الجواب واضحاً، تبقى اللعبة سياسية وهذا القانون يشكل شبكة عنكبوت يفلت منها القوي وتمسك بالضعيف".

وفيما يتعلق بالنقاط السبعة التي جاءت في رسالة القائد عبد الله أوجلان الأخيرة والتي تشير إلى نموذج من شأنه أن يعزز التضامن بين الشعوب، ومقترحات تشمل جميع الشعوب في طياتها، قالت سوسن شومان "اللقاء بالقائد أوجلان شكل بصيص أمل للوصول لأهدافنا خاصة أننا سنتمكن من لقاء الأشخاص الذين التقوا بالقائد عبد الله أوجلان والحصول على المزيد من الأفكار، والنقاط السبع دليل على قدرتنا على تمرير فكره وفلسفته بعكس ما تم الترويج له على أنها أفكار ظلامية، وطرح السبع النقاط التي لطالما نادى بها وهي تصوير للوضع الحالي، فسياسياً الوضع الراهن لعبة توازنات سياسية أو محاصرة القضية الكردية في سوريا خاصة مع سقوط النظام وإعطاء تركيا دور في الشرق الأوسط ولا نعرف مدى تأثير ذلك على القضية الكردية أو هل هي عملية ضغط على تركيا من أجل إنصاف القضية أو إعطاء السلطة لتركيا للتضييق أكثر".

ولفتت إلى أن "النقاط السبع هو تسليط للضوء على أحداث المنطقة فقد تجاوزت حدود القضية الكردية خاصة بعد أن عاد القائد عبد الله أوجلان لطرح الكونفدرالية كحل والابتعاد عن المركزية الضيقة، فعندما نكون بحدود ضيقة لأمة أو هوية فلن نستطيع التعايش خاصة كوننا محكومين بشرق أوسط متنوع الأعراق، ولأننا بعيدين عن هذين الفكرين نحن بين سندان الديكتاتورية ومطرقة الفوضى التي تناسب الاستعمارية، وعندما يكون هناك قائد يطرح حلول بعيدة عن هذين الكيانين أو منطقة ثالثة فإنه معرض للمحاربة من كافة الدول".